كتب الشيخ / لفتة عبد النبي الخزرجي رغم ان الدساتير في أغلب دول العالم تؤكد على عدم الموافقة على قيام أحزاب ذات صبغات دينية متطرفة ، إلا أن الأحزاب الدينية قد أصبحت الآن تمثل عبئا كبيرا على الحكومات العربية والاسلامية . في العراق ومصر والمغرب والسودان ولبنان والجزائر وتونس وأقطار الخليج ، ولدت أحزاب تتتحرك في اطار الدين الطائفي ، وهذا ليس غريبا ، إلا ان الغريب هو تحول هذه الأحزاب الى حكومات تسيطر على السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية . ان الاحزاب الدينية كذلك لا عيب في حضورها لكن العيب الاكبر هو تحولها الى حركات طائفية تسعى لتغيير هوية المواطن من الوطنية الى الطائفية ، مما يعد انحرافا واضحا وسقوطا في مستنقع الطائفية المقيتة والتي تزرع الإنقسام والكراهية وتخلق المحاور والفتن والإحتراب الطائفي . ولابد ان تضع الحكومات العربية بشكل خاص ، ضوابط قانونية لنشاط هذه الأحزاب والحركات الدينية الطائفية ، وضرورة تكريس نشاطها بعيدا عن المحيط الطائفي ، لأن بهذا المحور بالذات ، تطفو على السطح انقسامات سياسية على أساس الطائفة ، وتسير البلاد في منعرجات خطيرة تهدد وحدتها السياسية والوطنية وتزرع العصي في طريق تطورها وتقدمها ، وتستنزف طاقاتها البشرية والمادية مما يعد إضعافا لهذه البلدان . ولذلك فان الأحزاب الطائفية ليست احزابا مرحب بها في اغلب بلدان العالم وخاصة البلدان الاسلامية والعربية . اما الطائفة فهي كيان ديني مرحب به ولا غبار على وجوده في الخارطة الإجتماعية لأي بلد ، مثال الطائفة المسيحية والصابئية والإيزيدية والشبكية والشيعية والسنية . الا ان الاستخدام الاكثر بشاعة هو عندما تتحول الطائفة الى كيان سياسي مسلح بفكر متخلف واعمى وظلامي . كما هو حاصل في التنظيمات الارهابية ” داعش وغيرها ” والتي تتخذ من الدين ستارا لتدمير الإرث الحضاري للعرب عموما وتستنزف طاقات الامة وتقتل الحريات وتنتهك الحرمات .